جلست يوماً أنا وزوجي نلعب لعبة الشطرنج .. وهي لعبة غنية عن التعريف يعرف معظمنا قوانينها وكيفية لعبها ..
كنا نلعب بشكل اعتيادي ونحرك الحجارة من خانة إلى أخرى .. وفجأة نسيت اللعبة واختفى من أمامي كل شيء إلا رقعة الشطرنج ..
فما أشبهها بهذه الحياة التي نعيشها !!!
فحياتنا عبارة عن خطوات نمشيها لنصل إلى نهاية هذه الحياة إما بنجاح أو بشيء آخر .. خطواتها كثيرة .. منها ما هو خير .. ومنها ما هو شر .. وهو ما يعبر عنه عادة باللونين الأبيض والأسود ..
البشر في هذه الحياة أكثر من صنف .. لفتني أنهم متشابهون إلى حد ما مع حجار لعبة الشطرنج ..
*** فالجندي : هو ما يمثل في حياتنا ذلك الشخص البسيط الذي يمشي في كل مرة خطوة للأمام يحاول أن يصل لما يريد .. يمشي بخط مستقيم بلا التواء أو لف ودوران .. إنه شخص بسيط مستقيم يشق طريقه بجهد ليصل إلى هدفه ورغم كثرة عددهم في الحياة إلا أن القليل القليل منهم يصلون إلى أهدافهم بعد جهد وعناء وتخطيط كبير .. ليصل إلى مكانة مميزة في المجتمع يختارها هو ..
*** أما القلعة : تذكرني بأولئك الناس الثابتين .. فحركتها محدودة .. لا تنظر إلا أمامها ولا تستطيع تطوير نفسها مهما فعلت ومهما تحركت في هذه الرقعة .. هذا النوع من الناس وكما اسمه يبني قلعة منيعة حوله فلا هو يستقبل شيء من العالم الخارجي ولا هو يقدم شيئاً مفيداً له ..
هذا الحجر غالباً ما أرتاح حين يسقط من اللاعب الآخر ..
هذا الحجر غالباً ما أرتاح حين يسقط من اللاعب الآخر ..
*** ثم هناك حجر الحصان : وهو الحجر المفضل لدي على الإطلاق .. ففي حركت تميز وفن لا مثيل له من الأحجار الأخرى ..
فتجد الشخص شبيه هذا الحجر يتحرك بطريقة منظمة ومميزة تجعله يصل إلى أدق الأماكن التي لا يصلها حجر غيره على الرقعة .. والملفت للنظر أنه يضع لنفسه حدوداً على حركته فهو رغم تنقله الدائم إلا أنه يتحرك بطريقة محدودة حتى لا يتعدى على حقوق غيره من الأحجار ..
*** أما الفيل : فهو يشعرني غالباً بالثقل عند تحريكه فهو يتحرك بطريقة الزاوية المحدودة وهو يذكرني في حركته " بالقلعة " التي ذكرناها ولكنه يختلف عنها في أنه يبقى على لون واحد فلو كان على الأسود - الشر- يبقى عليه إلى أن يموت .. وهذا يمثل الشخص العنيد الذي يتشدد على موقف ما ويرفض تغييره حتى لو كان خطأ .. فتجده متمسكاً بقناعات وأفكار سلبية مدمرة ولا يستطيع أن يأخذ قراراً بتغيير لونه - مجرى حياته - حتى لو كلفه ذلك حياته ..
*** أما حجري المفضل الثاني فهو " الوزير " : يعجبني في هذا الحجر ثقته بنفسه فهو يتنقل كيف يشاء وقتما يشاء دون أن يعترض طريقه أي شيء .. غالباً يعتبر هذا الحجر الأقوى في الرقعة ويخسر اللاعب الكثير بخسارته ويبذل قصارى جهده لتعويضه في أحد الجنود ..
هذا الحجر يذكرني بالشخص الذي يرسم حلماً وهدفاً لحياته ويمضي باتجاهه بكل ثقة وحزم ويغير مساره مراراً وتكراراً حتى يصل إلى الطريق الصحيح والمنهج الذي يريد الالتحاق به ..
هذا النوع من الناس نادر جداً لهذا في كل رقعة شطرج لا تجد منه إلا واحداً في كل فريق ..
هذا الحجر يذكرني بالشخص الذي يرسم حلماً وهدفاً لحياته ويمضي باتجاهه بكل ثقة وحزم ويغير مساره مراراً وتكراراً حتى يصل إلى الطريق الصحيح والمنهج الذي يريد الالتحاق به ..
هذا النوع من الناس نادر جداً لهذا في كل رقعة شطرج لا تجد منه إلا واحداً في كل فريق ..
*** أما آخر الحجارة وأسوءها في رأيي هو " الملك " :
لا لست أمزح .. فرغم أن الجميع يقاتل ويدفع حياته لحماية هذا الحجر .. إلا أنه غير ذي قيمة بالنسبة لي .. فهو لا يستطيع حماية نفسه ويطلب الحماية دائماً من الآخرين حتى لو كان من ضمن الآخرين أضعف الأحجار على هذه الرقعة " الجندي "
فلم نسميه ملكاً وهو الأضعف على الرقعة ؟
هناك الكثير ممن يعيشون مثله فيضعون أنفسهم وأولادهم في بوتقة محكمة ليحموا أنفسهم وأولادهم من الحياة وضرباتها .. ويوظفون الكثير من الناس لحمايتهم دون أن يدركوا أن الموت محيط بالجميع وأنهم مهما فعلوا فلن يحموا أنفسهم من صدمات الحياة ما لم يهيؤوا أنفسهم ويستعينوا بالله تعالى ..
فلم نسميه ملكاً وهو الأضعف على الرقعة ؟
هناك الكثير ممن يعيشون مثله فيضعون أنفسهم وأولادهم في بوتقة محكمة ليحموا أنفسهم وأولادهم من الحياة وضرباتها .. ويوظفون الكثير من الناس لحمايتهم دون أن يدركوا أن الموت محيط بالجميع وأنهم مهما فعلوا فلن يحموا أنفسهم من صدمات الحياة ما لم يهيؤوا أنفسهم ويستعينوا بالله تعالى ..
ترى ..
أي الأحجار أنت ؟؟؟
وأيها تتمنى أن تكون ؟؟؟
وأيها تتمنى أن تكون ؟؟؟