" أنا أم "
ياااه ما أصعب هذه الكلمة !! وما أحلاها !! وما أنقاها !!
للأمانة .. هي أجمل وأروع شعور قد يمر في حياة أي فتاة .. فطبيعة الفتاة العاطفية تجعل للأمومة طابع مميز ومشوب بالحب والاحساس
عندما كتب الله لي الحمل ( والحمد لله ) .. شعرت بمشاعر غريبة ومتناقضة تنتابني ... سبحان الله !! كائن حي داخل كائن حي آخر !!!
لا توجد كلمات تصف هذا الشعور الرائع .. " أنا أم "
ولكن .. ولأن الله سبحانه وتعالى وعدنا بأن الراحة والسعادة لا تكونان إلا في جنات النعيم - نسأل الله أن نكون ممن يدخلوها بسلام - فإن هذا الشعور الرائع يتخلله بعض التعب والألم وكثيييير من التضحيات .. فمنذ اللحظة الأولى التي يبشرك طبيبك أنك حامل .. يبدأ مشوار لا ينتهي من الجهد والتعب والمسؤولية الحقيقية .. وأي مسؤولية !!! فأنت مسؤولة عن طفل .. بجسده ومشاعره وأحاسيسه ونفسيته ..
أنت من تعلمينه القراءة ، الكتابة ، تعاليم الاسلام ، القرآن ، الحب والصدق ...
أنت من تكونين شخصيته فإما يكون واثقاً أو مهزوزاً ، قوياً أو ضعيفاً ...
إنها أمانة صعبة جداً .. ولأكون صريحة .. فإنها أصعب تجربة مررت بها في حياتي .. صحيح أنني ما زلت في مرحلة الاستعداد لولادة هذا الطفل .. إلا أنني منذ الآن أفكر كل يوم بأن هناك روح أخرى داخلي وكيف سأربيه بشكل صحيح ليخرج سوياً ويكون مميزاً في هذا العالم ..
غالباً ما أرفض مشاهدة أفلام العنف من أجل أن أحافظ على مشاعره ..
أراعي كل ما أنظر إليه .. كل ما أسمع .. حتى كل ما آكل لأنني أعلم أنني لست وحدي ..
سبحانك يا رب !! مع كل ما كتبت من خوف من هذه الأمانة إلا أنني والحق يقال أشعر داخلي بطاقة جبارة من الحب والحنان لهذا الكائن الصغير الذي أحمله في أحشائي .. لا زلت أذكر أجمل لحظة مرت علي منذ حملي .. حين سمعت نبض جنيني الحبيب لأول مرة ......
إنه حبيبي أنا .. وطفلي أنا .. ملكي أنا ... ليس ابن او ابنة أخي .. فمهما أحببتهم فالابن محبته تختلف .. إنه لي أنا !!
حاولت أن أكتب لأعبر عن مشاعري كأم مستقبلية .. ولكن كل ما كتبت لا يوازي 1% مما أشعر به .. فقد خانني قلمي هذه المرة ..
ادعوا معي أن يكون لهذا الطفل شأن في جيل النهضة القادم .. وأن يكون فارساً من فرسان هذا الزمان .. ذكراً كان أم أنثى !!
وأسأل الله عز وجل أن يرزق هذه النعمة لكل من يتمناها وأن يقدرنا على حفظ هذه الأمانة .. اللهم آمين
دعواتكم لي
أختكم في الله
نداء رفيق
في 7/4/2011