رِحلتي ...
رحلوا .. نعم رحلوا
بعد أن أعطيتهم عمري رحلوا
عشرين عاماً قضيتها بينهم
ثم رحلوا ...
لكن مع ذلك رأيت دموع الحزن تملأ عيونهم وكأنها تقول عذراً الزمن هو من فرقني عنهم
ناديتهم ورجوتهم أن يعودوا ولا يتركوني
ولكني وجدت في عيونهم معنى الرفض
ما بهم كيف ينسوا محبتي لهم وكأن قلوبهم قد ماتت
لحظة !!!!!
قلوبهم ماتت؟؟؟
لكني أرى أبي يواسي اخوتي
وخالتي تواسي أمي
وأقاربي يبكون وبعضهم يتهامسون
إذاً هم لم يرحلوا
لم يموتوا ..
إذا كان كلهم يشعر ببعضهم إلا أنا
لا أحد يشعر بي ...إذاً ليسوا هم من ماتت قلوبهم
إنها أنا
إنه قلبي من مااااات إنني أنا من مت ..
يا إلهي كيف لم أشعر بهذه الحقيقة من قبل ؟؟
ها أنا أسمع صوت أقدامهم وهم يذهبون
بعد ان وضعوني في منزلي الجديد
غرفة صغيرة طولها مترين وعرضها متراً
يلفني غطاء أبيض لا يقيني حر الصيف ولا برد الشتاء
أين أهلي؟؟ أين احبابي؟؟ أين من كانوا يلهونني عن دنيتي؟؟
إنني أسمع صوتاً بعيداً ...إنني لا أستطيع أن أسمعه جيداً فصوت الاغاني والغيبة والنميمة ما زالت ترن في أذني
أصغيت أكثر فأكثر فإذا بي أسمع صوتاً لطالما تجاهلته
وأحياناً كنت أرد عليه ولكن متأخرة
مثلي مثل الكثير من غيري
إنه صوت "الله أكبر"
إنه آذان الفجر .. أستطيع الان سماعه جيداً
فالهدوء الذي يعم العالم جعلني أسمعه بشكل أفضل
الان يجب أن أقوم لألبي نداء الاذان بعد أن تجاهلته كثيراً في حياتي
الان فهمت معنى "رب ارجعون لأعمل عملاً صالحاً"وحينها سيقال لي :"فذوقوا العذاب بما كنتم تعملون"
اااااااااه على ما ضيعت من أيام وثواب ..سأقوم الان لعلي أعوض جزءاً من تقصيري
يا إلهي إنني لا استطيع الحراك
فالكفن الأبيض الذي يحيط بي يمنعني من القيام ..حاولت ان أصلي بفكري .. بعيوني .. بقلبي إلا أن خوفي من عذابي وعقابي منعني من القدرة على التركيز
ماذا سأقول لربي؟؟؟ ماذا أقول لمنكر ونكير حين يقولون لي
"من ربك؟" "من نبيك؟" "ما دينك؟"
هل سأذكر ماذا أقول؟؟ أم سأنسى كما نسيت في دنياي
* * *
"اللهم ثبتنا عند السؤال"
" من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة "
هذا ليس واحداً من أحلامي .. وليست قصة تتناقلها المنتديات ..أو وصلتني بالايميل ..هي فكرة خطرت في بالي ليلة قبل أن أنام أحببت أن تشاركوني بها
فهي دعوة للحساب لنا جميعاً